السبت، 3 مايو 2008

أليك عزيزى الحرامى....؟؟؟؟


إليك عزيزي الحرامي ...دائما ما اتذكر تلك القصة التي قرأتها في احد كتب القصص القصيرة ، ارويها باختصار غير مخل :
في احد البلاد كانت هناك احتفالية بعيد الشجرة ، و كان الناس فرحين بهذا العيد الذي تخرج فيه المظاهرات ، و تنشر فيه الموائد ، و تلقى فيه الخطب الرنانة المطالبة و المحذرة في نفس الوقت بالمحافظة على الشجرة و التحذير من قطعها ، و في ذلك العيد يغرس الناس الأشجار، في مظاهرة شعبية قل نظيرها .هتافات و لافتات ، و أهازيج و أناشيد ، و استعراضات ، بالفعل كانت مظاهره ؛ كان الناس يخرجون بمعاولهم و معهم أشجار يغرسونها .
و كان محافظ البلدة – لله در أبيه !! – يقف فوق المنصة خطيبا في الجماهير ، و كانت الجماهير تقاطعه بين الحين و الحين بالهتافات و التصفيق و الصيحات ، و هو يسكت سكتات مدروسة حتى تهدأ الجماهير ، كما انه لم ينس أن يلوح بيده مرة بعد أخرى .حقا انه عيد !! و حقا إنها الفرحة !! و حقا إنها البهجة !!إلا أن شخصا لم يعجبه هذا كله ، سأله صاحبه : لماذا ؟! لماذا انت عدو البيئة و الشجرة؟
قال : نحن لنا قرابة العشر سنوات نقيم هذا الاحتفال من اجل الشجرة – طبعا !- و كنا في السابق نغرس 2000 شجرة سنويا, ثم 5000 شجرة سنويا, و الان اعلن جنابه الكريم انه سيغرس 10000 شجرة سنويا و سيبدأ من العام القادم !! قال له صاحبه : ممتاز شيء جيد
قال :نعم شيء جيد !! لكن هل تصدق ان بلادنا قبل هذا العيد كانت غابة من الاشجار ، و هي الآن صحراء قاحلة ، و حتى تتضح لك الصورة دعنا نبدأ من البداية ... الاحتفال يقام في ارض سبخة لا يمكن الزراعة فيها ، و الاحتفال يقام فيها كل سنة ، فما ان تغرس الاشجار الا و تموت ، فتقلع و ترمى ، و اذا اتي العام القادم اعادوا زراعتها فتموت الاشجار و هكذا ...الذي يحصل أن الناس يذهبون للغابات فيقطعون أشجارها ، و يأتوا بها الى هذه الارض السبخة فيغرسونها فيها ، و بهذا العيد خلت غاباتنا من الاشجار !!! فهم قتلوا الشجرة في عيدها !!
و هما يتحدثان مرا بجبال جرداء فقال : هل ترى هذه .- نعم اراها .- هذه كانت كلها غابات سامقة و بفضل هذا العيد اصبحت هكذا !!
- و لماذا يفعل ذلك .- عندنا مادة في القانون تقول : ان من احيا ارضا غير مملوكة فانه يتملكها بالبناء فيها ، و هؤلاء الهمج الرعاع يخلون الاراض الغير مملوكة - التي هي الغابات - فيأتي جنابه فيتملكها بوضع اليد عليها و بالبناء فيها ، و الان كثير من جبالنا و غاباتنا اصبحت ملكا له ، و للعلم فهو الذي اسس هذا العيد ... عيد الشجرة !!..
- حقا اذا عرف السبب بطل العجب ، و عش رجبا ترى عجبا !!..- و أعظم من ذلك !! هل تعلم أن مؤسس هذا العيد قد ضرب أكثر من مرة من قبل هؤلاء الرعاع و البادية الهمج لأنها اعتدى على أشجارهم بالقطع و القلع لحاجته لها في مصنعه ، و الآن هم الذين يقلعون أشجارهم و يوطنونه أرضهم !! حقا إن هذه الشعوب سبخة كأرضها ، فقط أشغلها بالتصفيق للزعيم فتنسى ما عداه !!
لكن هل مبتدع عيد الشجرة باقعة لا يمكن ان يتكرر ؛ الواقع يقول لا !!.. لانه لا يأتي زمان الا و الذي بعده شر منه ، و لا يأتي لص الا و الذي بعده ألصَّ منه و هكذا ... و مع تقدم العلم و التقنية يزداد هؤلاء احترافا ، و لكنهم كلهم متفقون ان اسلم طريقة للسرقة هي السرقة باسم النظام و القانون ؛ و هي اكثرها ربحا ... و هذا لا يمنع ان يأتي بعض الأغبياء يسرق بأسلوب تعسفي تحت سمع العالم و بصره ، و البعض يرى ان هذا من اختلاف التنوع الذي لا يضر و لا يؤثر على القضية

ليست هناك تعليقات: